أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون
قال تعالى: [أولا يعلمون] الاستفهام للتقرير والواو الداخل عليها للعطف [ أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ومنهم] ما يخفون وما يظهرون من ذلك وغيره فيرعَوُوا عن ذلك
ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون
[ومنهم] أي اليهود [أميون] عوام [لا يعلمون الكتاب] التوراة [إلا] لكن [أمانيَّ] أكاذيبَ تَلَقَّوها من رؤسائهم فاعتمدوها [وإن] ما [هم] في جحد نبوة النبي وغيره مما يختلقونه [إلا يظنون] ظنا ولا علم لهم
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هـذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون
[فويل] شدة عذاب [للذين يكتبون الكتاب بأيديهم] أي مختلقا من عندهم [ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا] من الدنيا وهم اليهود غيروا صفة النبي في التوراة وآية الرجم وغيرهما وكتبوها على خلاف ما أنزل [فويل لهم مما كتبت أيديهم] من المختلق [وويل لهم مما يكسبون] من الرُّشا جمع رشوة
وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون
"وقالوا " لما وعدهم النبي النار "لن تمسنا " تصيبنا "النار إلا أياما معدودة " قليلة أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل "وقيل أربعة أيام " ثم تزول [قل] لهم يا محمد [أتخذتم] حذفت منه همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام [عند الله عهدا] ميثاقا منه بذلك [فلن يخلف الله عهده] به ، لا [أم] بل [تقولون على الله ما لا تعلمون]
بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيـئته فأولـئك أصحاب النار هم فيها خالدون
[بلى] تمسكم وتخلدون فيها [من كسب سيئةً] شركاً [وأحاطت به خطيئته] بالإفراد وبالجمع أي استولت عليه وأحدقت به من كل جانب بأن مات مشركا [فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون] روعي فيه معنى من
والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولـئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
[والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون]
وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون
"و " اذكر "إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل " في التوراة وقلنا "لا تعبدون " بالتاء والياء "إلا الله " خبر بمعنى النهي ، وقرئ: "لا تعبدوا " [و] أحسنوا [بالوالدين إحسانا] برا [وذي القربى] القرابة عطف على الوالدين [واليتامى والمساكين وقولوا للناس] قولاً [حَسَنا] من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في شأن محمد والرفق بهم ، وفي قراءة بضم الحاء وسكون السين مصدر وصف فيه مبالغة [وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة] فقبلتم ذلك [ثم توليتم] أعرضتم عن الوفاء به ، فيه التفات عن الغيبة والمراد آباؤهم [إلا قليلا منكم وأنتم معرضون] عنه كآبائكم
|