قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
[قلنا اهبطوا منها] من الجنة [جميعا] كرره ليعطف عليه [فإمَّا] فيه إدغام نون إنْ الشرطية في ما الزائدة [يأتينكم مني هدى] كتاب ورسول [فمن تبع هداي] فآمن بي وعمل بطاعتي [فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون] في الآخرة أن يدخلوا الجنة
والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولـئك أصحاب النار هم فيها خالدون
[والذين كفروا وكذبوا بآياتنا] كتبنا [أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون] ماكثون أبدا لا يفنون ولا يخرجون
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون
[يا بني إسرائيل] أولاد يعقوب [اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم] أي على آبائكم من الإنجاء من فرعون و فلق البحر و تظليل الغمام و غير ذلك بأن تشكروها بطاعتي [وأوفوا بعهدي] الذي عهدته إليكم من الإيمان بمحمد [أوف بعهدكم] الذي عهدت إليكم من الثواب عليه بدخول الجنة [وإياي فارهبون] خافون في ترك الوفاء به دون غيري
وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون
[وآمنوا بما أنزلت] من القرآن [مصدقا لما معكم] من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوة [ولا تكونوا أول كافر به] من أهل الكتاب لأن خلفكم تبع لكم فإثمهم عليكم [ولا تشتروا] تستبدلوا [بآياتي] التي في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم [ثمنا قليلا] عرضا يسيرا من الدنيا أي لا تكتموها خوف فوات ما تأخذونه من سلفتكم [وإياي فاتقون] خافون في ذلك دون غيري
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون
[ولا تلبسوا] تخلطوا [الحق] الذي أنزلت عليكم [بالباطل] الذي تفترونه ولا [وتكتموا الحق] نعت محمد [وأنتم تعلمون] أنه الحق
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين
[وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين] صلّوا مع المصلين محمد وأصحابه ، ونزل في علمائهم وكانوا يقولون لأقربائهم المسلمين اثبتوا على دين محمد فإنه حق
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون
[أتأمرون الناس بالبر] بالإيمان بمحمد [وتنسون أنفسكم] تتركونها فلا تأمرونها به [وأنتم تتلون الكتاب] التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل [أفلا تعقلون] سوءَ فعلِكم فترجعون ، فجملة النسيان محل الاستفهام الإنكاري
واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين
"واستعينوا " اطلبوا المعونة على أموركم "بالصبر " الحبس للنفس على ما تكره "والصلاة " أفردها بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث "كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة " وقيل الخطاب لليهود لما عاقهم عن الإيمان الشره وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم لأنه يكسر الشهوة ، والصلاة لأنها تورث الخشوع وتنفي الكبر [وإنها] أي الصلاة [لكبيرة] ثقيلة [إلا على الخاشعين] الساكنين إلى الطاعة
الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون
[الذين يظنون] يوقنون [أنهم ملاقوا ربهم] بالبعث [وأنهم إليه راجعون] في الآخرة فيجازيهم
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين
(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) الشكر عليها بطاعتي (وأني فضلتكم) ي آباءكم (على العالمين) المي زمانهم "وعن الشيخ محمود الرنكوسي أن تفضيلهم على العالمين بكثرة الأنبياء فيهم وفي الحديث : "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" أي في الكثرة "
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون
"واتقوا " خافوا "يوما لا تجزي " فيه "نفس عن نفس شيئاً " وهو يوم القيامة "ولا يقبل " بالتاء والياء "منها شفاعة " أي ليس لها شفاعة فتقبل "فما لنا من شافعين " [ولا يؤخذ منها عدلٌ] فداءٌ [ولا هم ينصرون] يمنعون من عذاب الله
|