إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون
[إن الذين كفروا] كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما [سواء عليهم أأنذرتهم] بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المُسَهَّلَة والأخرى وتركه [أم لم تنذرهم لا يؤمنون] لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم ، والإنذار إعلام مع تخويف
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم
[ختم الله على قلوبهم] طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير [وعلى سمعهم] أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق [وعلى أبصارهم غشاوة] غطاء فلا يبصرون الحق [ولهم عذاب عظيم] قوي دائم
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين
ونزل في المنافقين : [ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر] أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام [وما هم بمؤمنين] روعي فيه معنى من ، وفي ضمير يقول لفظها
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
[يخادعون الله والذين آمنوا] بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية [وما يخادعون إلا أنفسهم] لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة [وما يشعرون] يعلمون أن خداعهم لأنفسهم والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين ، وفي قراءة وما يخدعون
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون
[في قلوبهم مرض] شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها [فزادهم الله مرضا] بما أنزله من القرآن لكفرهم به [ولهم عذاب أليم] مؤلم [بما كانوا يكذبون] بالتشديد أي نبيَّ الله ، وبالتخفيف أي قولهم آمنا
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون
[وإذا قيل لهم] أي لهؤلاء [لا تفسدوا في الأرض] بالكفر والتعويق عن الإيمان [قالوا إنما نحن مصلحون] وليس ما نحن فيه بفساد.
ألا إنهم هم المفسدون ولـكن لا يشعرون
قال الله تعالى رداً عليهم : [ألا] للتنبيه [إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون] بذلك
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولـكن لا يعلمون
[وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس] أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء] الجهال أي لا نفعل كفعلهم قال تعالى ردا عليهم: [ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون] ذلك
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون
[وإذا لقوا] أصله لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء لالتقائها ساكنة مع الواو [الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا] منهم ورجعوا [إلى شياطينهم] رؤسائهم [قالوا إنا معكم] في الدين [إنما نحن مستهزئون] بهم بإظهار الإيمان
الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون
[الله يستهزئ بهم] يجازيهم باستهزائهم [ويمدهم] يمهلهم [في طغيانهم] بتجاوزهم الحد في الكفر [يعمهون] يترددون تحيرا حال
أولـئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
[أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى] أي استبدلوها به [فما ربحت تجارتهم] أي ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم [وما كانوا مهتدين] فيما فعلوا
|