وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم
[و] اذكروا [إذ نجيناكم] أي آباءكم ، والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم الله على آبائهم تذكيراً لهم بنعمة الله تعالى ليؤمنوا [من آل فرعون يسومونكم] يذيقونكم [سوء العذاب] أشده والجملة حال من ضمير نجيناكم [يذبحون] بيان لما قبله [أبناءكم] المولودين [ويستحيون] يستبقون [نساءكم] لقول بعض الكهنة له إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبباً لذهاب ملكك [وفي ذلكم] العذاب أو الإنجاء [بلاء] ابتلاء أو إنعام [من ربكم عظيم]
وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون
[و] اذكروا [إذ فرقنا] فلقنا [بكم] بسببكم [البحر] حتى دخلتموه هاربين من عدوكم [فأنجيناكم] من الغرق [وأغرقنا آل فرعون] قومه معه [وأنتم تنظرون] إلى انطباق البحر عليهم
وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون
[وإذ واعدنا] بألف ودونها [موسى أربعين ليلة] نعطيه عند انقضائها التوراة لتعملوا بها [ثم اتخذتم العجل] الذي صاغه لكم السامريُّ إلها [من بعده] أي بعد ذهابه إلى ميعادنا [وأنتم ظالمون] باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها
ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون
[ثم عفونا عنكم] محونا ذنوبكم [من بعد ذلك] الاتخاذ [لعلكم تشكرون] نعمتنا عليكم
وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون
[وإذ آتينا موسى الكتاب] التوراة [والفرقان] عطف تفسير أي الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام [لعلكم تهتدون] به من الضلال
وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم
[وإذ قال موسى لقومه] الذين عبدوا العجل [يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل] إلها [فتوبوا إلى بارئكم] خالقكم من عبادته [فاقتلوا أنفسكم] أي ليقتل البريء منكم المجرم [ذلكم] القتل [خير لكم عند بارئكم] فوفقكم لفعل ذلك وأرسل عليكم سحابة سوداء لئلا يبصر بعضكم بعضا فيرحمه حتى قتل منكم نحو سبعين ألفا [فتاب عليكم] قبل توبتكم [إنه هو التواب الرحيم]
وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون
[وإذ قلتم] وقد خرجتم مع موسى لتعتذروا إلى الله من عبادة العجل وسمعتم كلامه [يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة] عَيانا [فأخذتكم الصاعقة] الصيحة فَمُتُّم [وأنتم تنظرون] ما حل بكم
ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون
[ثم بعثناكم] أحييناكم [من بعد موتكم لعلكم تشكرون] نعمتنا بذلك
وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولـكن كانوا أنفسهم يظلمون
[وظللنا عليكم الغمام] سترناكم بالسحاب الرقيق من حر الشمس في التيه [وأنزلنا عليكم] فيه [المن والسلوى] هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا : [كلوا من طيبات ما رزقناكم] ولا تدخروا فكفروا النعمة وادخروا فقطع عنهم [وما ظلمونا] بذلك [ولكن كانوا أنفسهم يظلمون] لأن وباله عليهم
|